osama
عضو برونزى

العمر : 20
المشاركات : 594
النقاط : 1427
|
موضوع: من وصلكِ وصلته ومن قطعكِ قطعته الأحد أغسطس 07, 2011 7:33 pm |
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( قال الله تبارك وتعالى : أنا الله وأنا الرحمن ، خلقت الرَّحِم ،
وشققت لها من اسمي ، فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها بتَتُّه ) .
تخريج الحديث
رواه الترمذي و أبو داود و أحمد في
المسند ، قال الترمذي حديث صحيح ، وصححه الألباني .
معاني المفردات
الرحم : القرابة من ذوي النسب والأصهار
.
وصلها : الصلة البر وحسن المعاملة ، وهي كناية عن الإحسان إلى الأقربين والعطف
عليهم , والرعاية لأحوالهم ، وقَطْعُ الرحمِ ضد ذلك كله .
بتته : البت القطع
.
فضل صلة الرحم
وردت أحاديث كثيرة ترغب في صلة الأرحام
وتبين أجرها وثوابها ، فصلة الرحم شعار المؤمنين بالله واليوم الآخر ، وفي الحديث :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ) رواه البخاري ، وهي من أعظم أسباب زيادة الرزق والبركة في العمر ،
قال - صلى الله عليه وسلم - : ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ
له في أثره فليصل رحمه ) رواه البخاري ِ،
وعند الترمذي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبة في
الأهل ، مثراة في المال ، منسأة في الأثر ) .
وصلة الرحم توجب صلة الله للواصل ، وتتابع
إحسان الله وخيره وعطائه على العبد ، كما دل ذلك الحديث القدسي الذي بدأنا به
الموضوع ، وهي من أحب الأعمال إلى الله بعد الإيمان بالله وفي الحديث : ( أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ..... ) رواه أبو يعلى وحسنه الألباني .
كما أن صلة الرحم من أسباب دخول الجنة وفي
الحديث يقول - صلى الله عليه وسلم - ( يا أيها الناس أفشوا السلام
، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام
) رواه أحمد و ابن ماجة .
من كبائر الذنوب
وقطيعة الرحم ذنب عظيم ، يفصم الروابط بين
الناس ، ويشيع العداوة والبغضاء ، ويفكك التماسك الأسري بين الأقارب ، ولأجل ذلك
جاءت النصوص بالترهيب من الوقوع في هذا الذنب العظيم ، وأنه من أسباب حلول اللعنة
وعمى البصر والبصيرة قال سبحانه :{فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا
في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم }
( محمد 23 - 22) ، وأن عقوبته معجلة في الدنيا قبل الآخرة ، قال - صلى الله عليه
وسلم - : ( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا
مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم ) رواه
الترمذي وغيره ، وأنه من أسباب حرمان الجنة ورد الأعمال على صاحبها ، ففي
البخاري من حديث جبير بن مطعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا يدخل الجنة قاطع ) و جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان جالساً بعد الصبح في حلقة فقال : " أنشد الله قاطع
الرحم لما قام عنا ، فإنا نريد أن ندعو ربنا، وإن أبواب السماء مرتجة - أي مغلقة -
دون قاطع الرحم " .
بم تكون الصلة ؟
صلة الرحم تكون بأمور عديدة منها زيارتهم
والسؤال عنهم ، وتفقد أحوالهم , , والإهداء إليهم , , والتصدق على فقيرهم ، وتوقير
كبيرهم , ورحمة صغيرهم وضعفتهم ، ومن صلة الرحم عيادة مرضاهم ، وإجابة دعوتهم ،
واستضافتهم ، وإعزازهم وإعلاء شأنهم ، وتكون - أيضًا - بمشاركتهم في أفراحهم ,
ومواساتهم في أتراحهم , والدعاء لهم , وسلامة الصدر نحوهم , وإصلاح ذات البين إذا
فسدت , والحرص على توثيق العلاقة وتثبيت دعائمها معهم ، وأعظم ما تكون به الصلة ,
أن يحرص المرء على دعوتهم إلى الهدى , وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، وبذل
الجهد في هدايتهم وإصلاحهم .
ليس الواصل بالمكافئ
وقد يصل البعض أقاربَه وأرحامَه إن وصلوه ،
ويقطعهم إن قطعوه ، وهذا ليس بواصلٍ في الحقيقة ، فإن مقابلة الإحسان بالإحسان
مكافأة ومجازاة للمعروف بمثله ، وهو أمر لا يختص به القريب وحده ، بل هو حاصل
للقريب وغيره ، أما الواصل - حقيقةً - فهو الذي يصل قرابته لله ، سواء وصلوه أم
قطعوه ، وفيه يقول - صلى الله عليه وسلم -: ( ليس الواصل بالمكافئ
، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) رواه البخاري .
وقد كان هذا حال الواصلين لأرحامهم على هذه
الصورة من الإحسان حتى مع اختلاف الدين ، يشهد لذلك ما ورد أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - أهديت له حلل كان قد قال عن مثلها : ( إنما يلبس هذه
من لا خلاق له ، فأهدى منها إلى عمر ، فقال عمر كيف
ألبسها وقد قلت فيها ما قلت ؟ قال : إني لم أعطكها لتلبسها ، ولكن تبيعها أو تكسوها
، فأرسل بها عمر إلى أخ له من أهل مكة قبل أن يسلم ) رواه البخاري .
ثم إن أفضل الوصل مقابلة الإساءة والعدوان
بالبر والإحسان ، ولما جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال له : إن
لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عنهم ويجهلون علي ، قال
له - عليه الصلاة والسلام - : ( لئن كنت كما قلت فكأنما
تُسِفُّهُم الملَّ ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) رواه مسلم ، والملُّ هو الرَّماد الحار ، فكأنه
شبه ما يلحقهم من الألم والإثم - والحالة هذه - بما يلحق آكل الرماد الحار
.
فهذا مما يبقي على الودّ ، ويحفظ ما بين
الأقارب من العهد , ويهون على الإنسان ما يلقاه من إساءة أقاربه ، ومقابلة معروفه
بالنكران ، وصلته بالهجران ، وفيه حث للمحسنين على أن يستمروا في إحسانهم ، فإن
الله معهم ومؤيدهم ومثيبهم على عملهم .
|
|
karim
•"| مؤسس المنتدى |"•


العمر : 20
المشاركات : 1408
النقاط : 2736
|
موضوع: رد: من وصلكِ وصلته ومن قطعكِ قطعته الأربعاء أغسطس 24, 2011 5:56 am |
|
|
[ندعوك أو لمعاينة هذا الرابط]
|
|
osama
عضو برونزى

العمر : 20
المشاركات : 594
النقاط : 1427
|
موضوع: رد: من وصلكِ وصلته ومن قطعكِ قطعته السبت سبتمبر 03, 2011 10:36 am |
|
|
|
|
ونات الحنين
عضو


العمر : 26
المشاركات : 11
النقاط : 11
|
موضوع: رد: من وصلكِ وصلته ومن قطعكِ قطعته السبت مايو 17, 2014 8:06 pm |
|
|
مجهود رائع
جزاكم الله خيرا
|
|